عكف على خدمة زوجته القعيدة 30 عام ومات حزنًا عليها.. الوجه الآخر في حياة الفنان «صلاح نظمي»

الأجر آخر الإهتمامات

في إحدي حلقات برنامج “بوضوح” مع الإعلامي عمرو الليثي، حل “حسين” نجل الفنان صلاح نظمي، وصرح خلال اللقاء علي أن والده الراحل لم يكن الأجر هو أول إهتماماته، بل كان يتصل به المخرج أو المنتج ويبلغه عن موعد الذهاب إلي الإستديو، فيذهب مباشرة من دون أن يعرف ماهية الدور أو كم سيتقاضي مقابله، ويأخذ ورق السيناريو بالإستديو ويقرأه ومن ثم يباشر التصوير بإتقان.

وأشار حسين علي أن والده كان لا يعرف المزاح وكان ذو طابع شديد وحاد، وعندما يدخل المنزل يطلب من الجميع أن يظل البيت هادئًا، وأضاف:

“لما تكون الغزالة رايقة بعد دور حلو عمله كان ممكن يسألنا عن أحوالنا ويهزر لكن لمدة نص ساعة، بس بعدين يسيبنا ويرجع لحالة الجد تاني”.

قضيته مع العندليب

جمعته بالفنان عبد الحليم حافظ واقعة كانت من أشهر الواقعات في ستينيات القرن الماضي، حيث صرح العندليب في إحدي اللقاءات الإذاعية التي أجريت معه علي أن الممثل صلاح نظمي هو ممثل ثقيل الدم، وعندما بلغ الخبر إلي صلاح لجأ إلي القضاء وأقام دعوي ضده، متهمًا إياه بالسب والتشهير والقذف علي مسمع الملايين من مستمعي اللقاء.

ونفي محام عبد الحليم حافظ علي أن موكله لم يكن قاصد أي إهانة بشخص صلاح نظمي، ولكن يقصد تلك الأدوار التي كان يجسدها ويؤديها في السينما، وهو لا يضايقه بل يفرحه كثيرًا؛ لأنه يؤكد له كم هو متقنًا لأدواره، فرفضت المحكمة تلك الدعوة وبرأت العندليب، وتم الصلح بين نظمي والأخير الذي منحه دورًا بفيلمه “أبي فوق الشجرة”.

قصة وفاء

تزوج صلاح نظمي مرة واحدة فقط طوال حياته، وكانت من إحدي السيدات الأرمينيات والتي تدعي “أليس”، والتي كانت علي ديانة غير الإسلام وقبل الزواج أسلمت، وأصبح إسمها “رقية نظمي”، وفي ذلك في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.

وبعد مرور عشرة أعوام علي تلك الزيجة، أصيب زوجته بمرض عضال، وظلت ملازمة للفراش لـ 30 عام، وفي تلك الفترة حاولت مرارًا وتكرارًا أن تجعل صلاح يتزوج من فتاة أخري، ولكنه رفض ذلك وظل بجانبها يرعاها طوال فترة مرضها.

وأنفق كل ما يملك من أجل علاجها حتي توفاها الله في عام 1989، وحزن عليها صلاح حزنًا شديدًا، بل ودخل في نوبة إكتئاب حاد وإستدعي الأمر إلي أن يُنقل إلي إحدي المستشفيات، ومكث في العناية المركزة لفترة، وما إن مر عدة أشهر قليلة حتي لحق بها في اليوم السادس عشر من شهر ديسمبر لعام 1991.