بعد أن فقد كل سبيل نحو مستقبل أفضل فى بلاده يتجه الطبيب المصرى حديث التخرج إلى أن يشق طريقا جديدا لمستقبله المهنى نحو بوابة جديدة بدأت تفتح أذرعها لكل طبيب وافد إليها لعجز فى عدد أطبائها كان قد بدأ ينخر كالسوس فى منظومتها الصحية ألا وهى ألمانيا بشرط أن يتقن لغتهم.
مذ الثلاث أعوام المنصرمه بدأ يطرق أسماع غالبية طلبة كليات الطب وحديثى التخرج عن العثور عن منفذ جديد للإبقاء على أملهم فى رفع مستوى رقيهم العلمى بعد أن أصبح من الصعب الإعداد لإمتحان المعادلة الأمريكية(USMLE) لارتفاع تكاليفها وصعوبة امتحاناتها أو امتحان الزمالة البريطانية (MRC)لارتفاع ايضا تكاليفها وصعوبة امتحانات بعض تخصصاتها بل وتردد أنه ما عادت معترف بها فى دول الخليج كسابق عهدها باعتبارها شهادة اكاديمية لا مهنية.
البحث عن مركز لتعليم اللغة الألمانبة أو مدرس خاص بسعر مخفض بات يشغل بال الكثيرين من طلبة كليات الطب وحديثى التخرج بل والاطباء فى المرحلة العمرية المتوسطة(30-40) عاما على أمل إتقان تلك اللغة(لغة الحدر) وإيجاد فرصة نيابة فى أحد التخصصات فرارا من كابوس المنظومه الصحية المصرية.
كانت حكومتنا ومازالت سعيدة بسفر أطبائها إلى دول الخليج لأجل حفنة الدولارات المحولة إلى داخل البلاد ظنا منها أن ذلك سيرفع من العملة الصعبة داخل البلاد دون الإلتفات إلى عجز يسببه سفر الأطباء فضلا عن رداءة مستشفياتنا ومنظومتنا ولكن فى نظرهم هذا هو المقصد.
لكن تلك الموارد البشرية من خيرة المهن فى مصر سرعان ما ستتوقف تحولا إلى ألمانيا ومن يذهب هناك لا أظنه سيرجع محملا بالدولارات إلى بلدنا فمن يذهب لا يرجع لأنه وجد من يقدره ويحميه ويراعى آدميته فبل كل شئ فإلى أى شئ يرجع.
مؤخرا قامت الحكومة الألمانية بإصدار قانون لإمتحان المعادلة الألمانية وذلك ضمانا لغربلة كل من يدخل إلى أراضيها فلكم تعودنا على الجنس الآرى وأنفته وتنظيم دخول الأطباء الأجانب إلى منظومتها الصحية فهل هذا القانون سيثبط الأطباء عن المضى فدما فى تعلم اللغة الالمانية أم سيمررها وييعتبرها حائطا إضافيا فى وجهه نحو مستقبله المهنى.
لا أدرى هل حكومتنا المصونة بوزارة صحتها على علم بهذه التوجهات والتعرض لفقد عامل بشرى قوى من الصعب النفريط فيه ومواجهة عجز به.
عند مطالعتك للمنتديات والصفحات الطبية على شبكة الانترنت ستصاب بالذهول عندما تجد أبناء السنه الاولى والثانية والثالثة لا يهمهم غير تعلم الألمانية ومعرفة دروبها .هل نقابتنا المصونة على علم بما بحدث لمستقبل الطبيب فى مصر ؟!! سأترك الحكم لكم بعد مرور 10 سنوات.
والجدير بالذكر بدأ يظهر على الساحة شركات متخصصه لتسفير الأطباء إلى ألمانيا.هل وصل بنا الحال إلى طرد أبنائنا وعمالتنا إلى خارج البلاد؟ .أقولها لكم وعلى مسئوليتى من يذهب لن يرجع إلا زياره .
لا تنتظر من طبيب يأخذ فتات الدولة ويشقى أكثر من غيره( يأخذ غلى الأقل ست ألاف) بل ويهان بل ويضرب أثناء عمله أن يمكث فى مصر.
أفيقوا يرحمكم الله.