ليلة الحادي عشر من فبراير عام 2011 ليلة تاريخية في تاريخ مصر الحديث لا يستطيع أي فرد يعيش داخل جمهورية مصر العربية أن ينساها مطلقة، هذا اليوم الذي تنحى فيه الرئيس المخلوع (محمد حسني مبارك) عن حكم مصر وقام بتسليم زمام الأمور إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بقيادة المشير (حسين طنطاوي) ، في هذا اليوم فرح جميع المصريين بهذا القرار وقاموا بالتهليل وإطلاق الألعاب النارية في كل مكان، والكثير منهم قام بترك ميدان التحرير، ظنا منهم أن الأمور قد انتهت عند هذا الحد.
ولكن قبل يوم التنحي كان هناك الكثير من الأسرار داخل مبنى الإذاعة والتيلفزيون المصري (ماسبيرو) حيث يعد هذا المكان هو أهم مكان في مصر كلها، لأنه يعتبر الأداة الإعلامية الوحيدة في مصر التي تؤثر على إتخاذ القرار، وقد شهد هذا المكان يوم 10 فبراير الكثير من الأشياء الغريبة التي لم يتم كشفها إلا بعد تنحي مبارك.
ليلة التنحي حدث إرتباك كبير داخل (ماسبيرو) حيث تصاعدت الامور في الشارع المصري بطريقة لم يكن أحد يتوقعها، وفي ههذ الوقت قام المسئولين في المبني بإعطاء اجازات مفتوحة لكل العاملين ما عدا القليل منهم، وفي نفس الوقت قامت قوات من الحرس الجمهوري بتسلم المبنى وحمايته.
هذا وأهم سر تم كشفه في هذة الليله، هو أنه قد وصل قرار من الرئيس المخلوع قبل تنحيه بساعات بإقالة وزير الدفاع المشير (حسين طنطاوي) وطلب إذاعته كخبر عاجل، ولكن رئيس قطاع الأخبار (عبد اللطيف المناوي) رفض إذاعة هذا الخبر خوفا من حصول بلبلة في البلاد وضياع هبة الجيش.
في الوقت نفسه كان وزير الإعلام (انس الفقي) مقيم داخل (ماسبيرو) وكان يتنقل بين المبنى والقصر الجمهوري لمتابعة أخر التطورات، هذا وقم قام اللواء (عمر سليمان بإلقاء خطاب التنحي في حماية كاملة من القوات المسلحة وتحت رعايتها.