بوادر أزمة اقتصادية تعصف بأسواق المال والسلع والبورصات العالمية وتألق الذهب كملاذ آمن
أزمة اقتصادية تعصف بأسواق المال تلوح في الأفق بوادر عاصفة اقتصادية قادمة قد تعصف باقتصاديات دول كبرى، فالأسواق المالية تشهد منذ فترة ضغوط بيعية قد تصل لدرجة الهروب من البورصات العالمية وكذلك أسواق السلع، فأسواق المال الأمريكية والأوروبية والأسيوية شهد خلال أخر يومين من التداولات تراجع حاد، ومؤشرات البورصات العالمية معظمها في أدنى أسعارها خلال أكثر من عام، فمؤشر داو جونز الأمريكي فقد 660 نفطة خلال الجلسة السابقة فقط، وكذلك حال أسواق المال بأوروبا وأسيا.
ولم يقتصر الأمر على أسواق المال فقط بل تعدى الأمر لأسواق السلع والمعادن، فالنفط اليوم يسجل أدنى أسعاره خلال 12 شهر، فقد سجل مزيج برنت سعر قرابة 53 دولار للبرميل، وتشير التحليلات والتوقعات لاستهدافه مستوى 48 دولا للبرميل على المدى المتوسط، وربما المدى القريب، أما عن أسعار المعادن الصناعية فليست بأفضل حال.
أزمة اقتصادية تعصف بأسواق المال
أما عن الملاذات الآمنة فتشهد تألق وتسارع على الشراء، فالذهب على سبيل المثال يسجل أفضل أسعاره خلال 6 شهور، وتخطى عتبة 1296 دولار للأوقية، وجميع ما يسبق يدعم التوقعات بقرب عملية تصحيح واسعة النطاق لأسواق المال العالمية، وبالطبع لن تسلم الأسواق الناشئة، وبعد مرور عقد كامل عن الأزمة المالية التي طالت جميع الدول خاصة الكبرى منها في عام 2008، فالأوضاع المالية والاقتصادية العالمية مرشحة للأسوأ، وذلك بفعل ألبالونه الاقتصادية العالمية الوهمية التي أوشكت على الانفجار.
ومن المتوقع أن تشهد بدايات عام 2019 أزمة أخرى مماثلة وربما أسوء من أزمة 2008، وذلك بحسب تحذيرات البنك الدولي، حيث بدأت تتجمع النذر للعاصفة المالية والاقتصادية القادمة، وعلى الرغم مما سبق، فإن النظام المالي العالمي لم يستعد لها.
تراجع وانهيار البورصات العالمية
فقد حذر “إدوارد بونام كارتر” نائب رئيس شركة “جوبيتر” لإدارة الأصول، وذلك منذ عدة أيام، حيث صرح نصاُ “الحفلة تقترب من نهايتها”، وذلك في إشارة إلى المستقبل المنتظر للاقتصاد العالي، وذلك حسب ما نشر على صحيفة “الجارديان” البريطانية.
أقرأ أيضا وتعرف على:
ومن الجدير بالذكر أن كبرى البنوك المركزية العالمية هي من صنعت المستقبل القاتم للاقتصاد العالمي، وذلك بما بما قامت به، خلال العشر سنوات الماضية، حيث عالجت أزمة 2008 بحزم تحفيز مالية، وبتخفيض أسعار الفائدة حتى وصلت لصفرية في العديد من الدول، وكذلك برفع أسعار الأسهم والعقارات لقفزات سعرية، وتم ذلك عبر خفض أسعار الفائدة وضخ الأموال قليلة الكلفة في النظام المالي، حتى أن هذه الأموال وصفت بعبارةـ”أموال مجانية”، فقد أطلق على حزم التحفيز المالي اسم “التسهيل الكمي”.