وفاة سلطان العذل رمز التحدي العربي والذي أدار مملكته بإشارة العيون وألف كتاب وأحب الدوناتس
تُوفي اليوم رجل الأعمال السعودي سلطان العذل والمُلقب بستيفن هوكينج العرب، وذلك لقضاؤه 20 عامًا الأخيرة من حياته وهو على كرسي مُتحرك لا يستطيع تحريك أي جزء من جسده سوى عينيه فقط، حيث أفقده مرضه القدرة على الحركة بشكل كامل حتى أنه كان يتغذى على أنبوب يتصل بفمه، وبرغم من ذلك واصل الرجل حياته ولم يستسلم لتلك الحالة التي كان عليها، لذلك نظر إليه الكثيرون بل ولقبوه بأنه رمز التحدي العربي ليكون مثالاً يُحتذى به ليس فقط على مستوى المملكة العربية ولكن على مستوى العالم.
وفاة سلطان العذل اليوم
نشر نجل الفقيد اليوم تغريدة على تويتر نعى فيها والده وأعلن عن وفاته ودعى له بالرحمة والمغفرة، وقد لاقت التغريدة تفاعلاً كبيرًا خاصة في ظل التعاطف الكبير الذي كان يحظى به الرجل في حياته في ظل ما تعرض له من مرض، وصبره على ذلك وكانت كل التعليقات عليها تدعو له بالرحمة وبأن يجعل الله مرضه في ميزان حسناته، وقد نعاه أيضًا العديد من نجوم المجتمع السعودي من كافة المجالات في تغريدات منفصلة على حساباتهم الشخصية، بل ولم يقتصر الأمر على المملكة فقط بل تخطاها ليصل على مستوى الوطن العربي.
هذا وقد درس سلطان العذل في الهندسة الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على الثانوية من السعودية وبالتحديد العاصمة مدينة الرياض، كما أنه حصل على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز، والتي كان موضوعها عن المفاعلات الذرية، وأثناء تواجده في أمريكا تميز بالطموح الدائم وتخطى مجال دراسته ليطلع على العديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية حتى أنه فعل ذلك عمليًا بتقصيه بنفسه، حيث أُعجب بشدة بفكرة الدوناتس تلك المخبوزات الشهية والتي تميزت برواجها في الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
عودة سلطان العذل للسعودية
عاد الرجل لوطنه وهو مليء بالحماس الشديد الذي جعله يسعى للعمل في مجال الاستثمار، وكانت الفكرة قد تخمرت في ذهنه حيث حصل على توكيل حصري من شركة دانكن دوناتس، والتي توسع في سلسلة مصانعها في جميع أنحاء المملكة ليعمل على انتشار المُنتج بشكل كبير جدًا، وساعده في ذلك مشروعه الأول الذي أسسه قبل خوض تلك التجربة، ألا وهي تأسيسه سمسا فيديكس للشحن السريع التي انتشرت في أكثر من 200 مدينة داخل حدود المملكة بل وتخطت ذلك للعديد من دول العالم.
جدير بالذكر أن سلطان العذل كان يعمل لديه في مملكته الاقتصادية هذه ما يزيد عن 10 ألاف موظف، وقد أدار الرجل كل تلك الشركات وكل هؤلاء الموظفين وهو قعيد لا يستطيع الحركة بل استخدم فقط لغة العيون، لكي يصنع لنفسه تاريخًا كبيرًا من التحدي ومواجهة الآلام، والقدرة على أن يثبت للجميع أن الإنسان ما دام صابرًا على بلاء الله محتسبًا ذلك فإنه بكل تأكيد سوف يحظى بتوفيقه في حياته ويترك سمعة وسيرة طيبة بعد مماته وهذا بالفعل ما حققه العذل.
بدأت رحلة سلطان العذل مع المرض في عام 1997 حيث كما سبق وذكرنا فقد قدرته على الحركة ما عدا العينين والشفتين، ولكن بدون أن يستطيع التحدث مع أحد الغريب أن ذلك لم يمنعه أبدًا عن العمل ومواصلة مشوار نجاحه الاقتصادي الكبير، والمُدهش أنه نجح في تأليف كتاب عن عائلته وبالتحديد جده مستعينًا في ذلك بأحد الأجهزة المُخصصة للمرضى من هذا النوع تساعدهم على الكتابة ليسطر في تاريخه إنجاز آخر يُحسب له.