ببساطة .. ما هي ( موجات الجاذبية ) ..الكشف العلمي الذي سيغير شكل العالم وتم إثباته اليوم وافترضه اينشتاين منذ 100 عام ؟!
بعد 100 عام العالم اليهودي اينشتاين يثبت للعالم أنه كان محقًا مرة أخرى في انجاز يمكن اعتباره من انجازات القرن حيث أعلن علماء الفيزياء في مركز “ليجو” أنه تم رصد موجات الجاذبية، أو الموجات الثقالية gravitational waves والتي تحدث عنها اينشتاين منذ قرن مضى.
حيث تنبأت نظرية النسبة لصاحبها اينشتاين أن هناك موجات للجاذبية – والتي كانت احد اكبر الالغاز التي تواجه العلم – تلك الموجات ذات طاقة تنتقل عبر الزمكان، وعمل العلماء على اثبات وجودها لعقود ولكن بسبب عصوبة الامر الى ان اعلن اليوم 11 فبراير 2016 مركز ليجو عن اكتشافها.
بالطبع هذا الخبر قد يكون صعب فهمه لغير المتخصصين لذلك سنقوم بتبسيطه في السطور التالية:
1- ما هي موجات الجاذبية gravitational waves
لابد من معرفة ان النظرية النسبية العامة لألبرت اينشتاين تتصور تتصور الزمان و المكان على انهم نسيج واحد «متخيط» في بعضه, كأنهما «مرتبة سفنج ناعمة جدا و رقيقة»، ولو افترضنا أنك وضعت على ذلك النسيج الواحد الرقيق كرة من الحديد وزنها 3 كيلو جرام على أي مكان في المرتبة سيضغط ثقلها على سطح السفنج الناعم وتنخفض المرتبة لأسفل، وكلما ازداد وزن الثقل كلما انخفضت المرتبة إلى أسفل وينحني سطح الاسفنج أكثر.
دعونا نتخيل أن المرتبة الاسفنج هذه هي كل شيء حولنا في الكون، وكل الفضاء حولنا، وكل مكان .. فوق وتحت وشمال ويمين وأمام وخلف وبداخلك أيضًا كل شيء يتخلل كيانك عبارة عن ( زمان ومكان) لكن لا تستطيع رؤية كل ذلك.
وهذا فيديو يوضح ذلك.
فيديو دقيقة و نص يوضح أكتر:
.
2- مازالت لا تفهم ما الاكتشاف الذي اكتشفه الغرب؟
ألبرت أينشتين في نسبيته العامة تنبأ أنه في بعض الحالات المتطرفة الكتلة – الكرة الحديد – لن تؤدي لانحناء الزمكان ( النسيج الاسفنجي) .. لا بل سيصدر عنها موجات جاذبية تسير خلال سطح (الزمكان) أو ما شبهناها بالاسفنجة التي تحيط حولنا.
تشبيه آخر باللغة العامية المصرية: «زي بالضبط ما ترمي زلطة ف شوية مية, الحالات دي زي : النجوم المزدوجة (نجمتين بيدورو حوالين بعض) و الثقوب السوداء اللي بتلف حوالين بعضها (2 ثقب أسود بيدورو حوالين بعض ) و دوران النجوم النيترونية (نوع من النجوم كثافته عالية جدا و بيدور بسرعة مهولة) و السوبرنوفا (انفجارات النجوم ) و طبعا البيج بانج نفسه, الحالات دي كلها بتشترك في كونها متطرفة جدا و بتتسبب في اضطراب كبير لسطح السفنجة, بتنشأ منها موجات شبه موجات المية كده».
.
3- وهل هذه أول مرة نعرف عنها ذلك الشيء؟
النجوم اللي بتلف حوالين بعضها دي بتفقد طاقة مع موجات الجاذبية اللي بتعملها, و طالما بتفقد طاقه يبقا هتقرب اكتر من بعضها, زي بالضبط لما يكون فيه أستك كبير رابط بينك و بين واحد صحبك و انتو بتحاولو تبعدو عن بعض و الاستك يشدكم, كل ما تفقدو طاقة – تتعبو – الأستك يغلبكو و يقربكو من بعض, الموضوع ده مكننا في السبعينات من رصد “أثر” موجات الجاذبية, و حصل كل من جوزيف تايلور و راسل هالس سنة 1993 على جايزة نوبل بسبب رصدهم لنوع جديد من النجوم النابضة – البالسارات – و كانت أحد ملاحظاتهم انو النجمين كل شوية بيقربو من بعض, و توافقت النتائج بدقة مع توقعات أينشتين, لكن ده كان رصد لـ “أثر” موجات الجاذبية مش ليها نفسها.
.
4- لماذا صعب رصدها؟
لأنها ضعيفة جدا, يكفيك تعف انو طولها أصغر من قطر الذرة بـ مليار مرة, كان من الضروري اننا نمتلك أجهزة دقيقة للغاية لرصدها, و ده اللي حصل في لايجو LIGO , اللي عنده القدرة انو يسترق السمع لأي انحراف دقيق ناتج من أي تموج جذبوي صادر من أي مكان على بعد 225 مليون سنة ضوئية !
.
5- فائدة الاكتشاف ؟
تقد تقول انو شباك جديد هنقدر منه نبص للكون, نوع جديد تماما من التلسكوبات, علم جديد اتولد, طريقة جديدة هنقدر نعرف بيها معلومات جديدة تماما كنّا عُمي عنها, بدراستنا لموجات الجاذبية اللي خارجة من البيج بانج مثلا هنتعلم أكتر عن أصل الكون و تاريخه في اللحظات الدقيقة جدا الأولى, هينشأ فرع من علم الفلك ليه علاقة بالرصد الجذبوي و دراسة المعلومات اللي هناخدها من وراه و كيفية التعامل معاها , قفزة جديدة للبشرية
.
.
ملحوظة: ترجمت Gravitational Waves ل موجات جاذبية للتسهيل، و هيا تفرق عن ال Gravity Waves