دابة الأرض في آخر الزمان.. لماذا ومتى تخرج معها عصا موسى وهل هي إنسان!!

وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ سورة النمل الآية 82، تصل الدنيا لمرحلة حرجة قبل يوم القيامة لتثبيت الايمان وختم الكفر لمن يؤمن من قبل، وهذا الحدث يرتبط بخروج الدابة “الغير معروف” هويتها التي جاءت بها النصوص الدينية، لتؤدي دور المجادلة مع اهل الباطل والعصيان في وقت لا يكون فيه امر بالمعروف ونهي عن المنكر. لنقف على معنى الدابة أولاً ثم لماذا تخرج ومتى يكون زمانها.

دابة من الأرض تكلمهم

ما من دابة الا على الله رزقها فلو قال أحدهم بأن ذلك يختص بالحيوانات فلا معنى له ، مسلوب العقل، وهذا ما يشير الى ان الدابة يمكن ان تكون انساناً كاحد اولياء الله او نبي او وصي، وقد جاءات موارد تشير الى ذلك في الاحاديث فضلاً عن المفسرين المسلمين كالقرطبي والطبراني ممن قال بشكل لا لبس فيه أن الدابة هي إنسان يجادل أهل الباطل. وظهورها  هي من أشراط الساعة الكبرى.

محاججة الناس وإلقاء الحجى عليهم يكون اكثر تأثيراً إذا كان  المؤدي إنسياً يحمل البلاغة، ولا يتناسب ان تقع مواريث النبوة كعصا موسى وخاتم سليمان لدى دابة كالتي نراها او حتى نتخيلها.  فهذا يدل على مكانة رفيعة للدابة، ذكر ابن منظور في  التفسير أنها تخرج من تهامة بين الصفا والمروة. وقد غلب هذا الإسم على ما يركب من الدواب. وهو يشمل المذكر والمؤنث. كما روي في الأحاديث ان الدابة تسوق الناس إلى المحشر وهي إحدى العلامات تلي طلوع الشمس من المغرب. أو تسبق إحدهما الأخرى. وبهذا المعنى- فلا يمكن ان يخطر ببال أحد أن تكون هذه الدابة بما تملكه من مواصفات وأنها تحمل عصا موسى وخاتم سليمان أن تكون من غير الآدميين.

فما هي الدابة، ومن أين تخرج، وأي مهمة أوكلت لها. فالقرآن يمتاز بالإجمال دون التفصيل. وكأنه يريد أن يجعل كلامه أكثر وقعاً وتأثيرا في النفوس وبالتالي مبعثاً للتهويل خاصة في الأمور الغيبية كخروج الدابة.

أحاديث دابة آخر الزمان

  1. وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال ذاك حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر *
  • وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال إذا تركوا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وجب السخط عليهم

قال القرطبي الدابة هي انسان يتكلم يناظر اهل البدع ويجادلهم،

قال الطبراني دابة الأرض دابة تخرج من المكان الذي ولد فيه، من مكة من الكعبة من نفس الشق المسمى حائط المستجار, الذي انشق لفاطمة بنت أسد.

انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه. فحركه برجله ثم قال:
قم يا دابة الله فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، أيسمى بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال صلى الله عليه وآله: لا والله، ما هو إلا له خاصة وهو دابة الأرض الذي ذكر الله في كتابه: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون).
ثم قال: يا علي، إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك.

قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان: آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي وشككتني، قال عمار: وأية آية هي؟ قال: قول الله تعالى: * (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) * (2) الآية فأية دابة هذه؟ قال عمار: والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها.
فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يأكل تمرا وزبدا فقال: يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار، وأقبل يأكل معه، فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل: سبحان الله يا أبا اليقظان، حلفت أنك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى ترينيها! قال عمار: قد أريتكها إن كنت تعقل

بعد طلوع الشمس من المغرب تخرج دابة الارض مع عصا موسى وخاتم سليمان تسم كل واحد على خرطومه (منخاره) فاذا كان مؤمن يبيض وجهه أو كافر فيسود وجهه. وهي علامة للملائكة بحيث يلقون الناس في النار دون محاسبة.

قد يعجبك ايضا