عاجل: تأكيد عزل البشير الرئيس السوداني وقرار جديد من الثوار والجيش بعد البيان

شهد الخرطوم  صباحا مضطربا بدأ بإستمرار المظاهرات الشعبية ضد البشير والتى بدأت قبل شهور وازدادت منذ أيام قليلة بعد نداءات المهنيين في شتى أنحاء الجمهورية، ثم قطع المظاهرات اعلان من التلفزيون الرسمي والذي أذاع خبر عن بيان عاجل من القوات المسلحة بعد قليل، أعقبته الأناشيد والأغاني الثورية، الأمر الذي سبقه دخول عدد من ضباط الجيش مبني التلفزيون وأعقبه انتشار واسع ومكثف لعربات الجيش على الطرق والجسور الرئيسية في البلاد.
تخلل انتظار الثوار تصريح رسمي روسي بعدم الموافقة على أي انتقال غير دستوري للسلطة، مما أزعج المعتصمين وعبروا بذلك بهتافات ضد هذا البيان الذي رأوه تدخلا واضحا ضد إرادتهم.

وقد تواردت بعض الأنباء عن بعض الإعتقالات الواسعة لعدد من كبار الشخصيات والمقربة من البشير، تمهيدا لإذاعة البيان والتصدي لأي خطوة قد تقوم بها الدولة العميقة والمتمثلة فى النظام لإيقاف البيان الذي استجاب لرغبة الشعب، ومنعت القوات إقلاع أي طائرات من المطار، بعد أن سربت بعض الجهات خبر اعتقال الحرس الشخصي للرئيس، ثم تعاقبت الأحداث سريعا وأعلنت المصادر الإخبارية عن الإفراج عن جميع المعتقليين السياسين في السودان كإحدى الخطوات الأخيرة والتي تسبق الإعلان، تلاها مداهمة قوة من الجيش مقر الجبهة الإسلامة التى يتزعمها البشير في الخرطوم.

عزل الرئيس السوداني عمر البشير

هذا وقد تأخر البيان كثيرا قبل إذاعته، وأرجعت بعض الوكالات السبب في تأخر صدور البيان، أن القيادة العامة تنتظر رد فعل الشعب السوداني وإصدار بيان يتناسب مع هذا القدر، لكن حشد بهذا الشكل كافي لإسقاط أكثر البيانات دهاءا في غضون 10 دقائق فقط.

استمر الإنتظار 8 ساعات حتى أُذيع البيان الذي انتظره الشعب طويلا  بتنحي البشير وبداية عصر جديد من تاريخ السودان، و إليكم أهم ما جاء بالبيان :

بدأ البيان فى تمام الساعة 1.46 بعد الظهر بأيات من القرأن الكريم.

وجاء البيان منددا بما فعله البشير في السودان من وعود كاذبة وأزمات تسببت فى ازدياد الفقر في البلاد واصراره على المعاملة الأمنية دون غيرها.

وجدت اللجنة الأمنية ان تعتذر على كل الشهداء وتمنت الشفاء للجرحي من المواطنين والأجهزة الأمنية.

قررت اللجنة الأمنية العليا والقوات المسلحة ولمدة عامين إدارة الدولة في مدة انتقالية برئاسة عوض بن عوف.

اقتلاع رأس النظام والتحفظ عليه بعد اعتقاله.

حل الحكومات والمجالس التشريعية وتكليف الأمن مكانها.

حل مجلس الوزراء

اعلان وقف النار فى السودان

اطلاق سراح كل المعتقلين السياسين

بناء الاحزاب السياسية وتهيئة الانتخابات خلال الفترة الانتقالية

استمرار عمل السفارات

تدمير الوثائق الحكومية

أفادت بعض الأنباء غير الرسمية عن محاولة التخلص من بعض الوثائق الهامة  والتى تدين النظام، خشية أن تقع في أيدي الثوار الذين سيطالبون بمحاكمة المسئولين، وكانت هذه إحدى التبريرات التى قدمت لتأخر إذاعة البيان العسكري.

انقلاب 89

سبق وان قام الجيش السوداني بإنقلاب عسكري عام 1989 أسفر عنه تولي الحكم الرئيس الذي خرج الشعب الأن لينادوا برحيله “عمر البشير”، حيث قام الترابي وعيم الجبة الإسلامية بقيادة ما يعرف يثورة الإنقاذ، واستدع البشير حينذاك بصفته الرتبة الأعلي في الجيش وقتها، جاء ذلك بعد 4 سنوات من الإطاحة بالرئيس الأسبق جعفر نمبري الذي تولى حكم السودان لمدة 16 عاما، عن طريق انتفاضة شعبية واسعة وشكلت اّنذاك حكومة ائتلافية بعد انتخابات شعبية.

الرئيس الجديد للسودان

استمر توافد المتظاهرين الى ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم حتى بعد تنحي البشير، وأفاد المعارضون أن اعتصامهم لن ينتهي بإسقاط البشير بل سيقومون باستمرار الاعتصام لشهور حتى يتم انتقال السلطة بشكل دستوري لسلطة مدنية وانهم لن يسمحوا بالعبث مع هذا الشعب مرة أخرى وأنه لا مجال أخر إلا  لهذه السلطة الثورية التى يختارها الشعب.

تعاهد الثوار على عدم ترك الميادين والطرق حتى لا يتم سرقة الثورة منهم ويتم الإلتفاف حول المطالب المشروعة للشعب السوداني، وأن إحدى هذه المطالب هي محاسبة كل من أجرم في حق هذا البلد الذي عاني على مدار سنوات من حكم ظالم، استنفذ طاقات وثروات الشعب السوداني.

قد يعجبك ايضا